بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حياته
كان الميلاد في مدينة حلب السورية عام 1962م في أسرة فنية عريقة (آل سيد درويش ). كان خاله عازفا متمرساً على آلة العودالشرقية (الحاج حسين شامية) , بينما كان عمه عازفاً على آلة القانون (الحاج عبد الله سيد درويش ) وكانا يمارسان موهبتهما وفنهما من خلال فرق القدود الحلبية والموشحات الأندلسية المنتشرة في أنحاء مدينة حلب حتى يومنا هذا, وكان خال أبيه مطرباً للموشحات الأندلسية في مدينة دمشق (الحاج أحمد الصابوني ) . ورغم هذا الجو الفني الذي يوحي بـأن الأسرة كانت متفلته إلا أنها كانت أسرة ملتزمة متدينة , نساؤها محجبات , وأبناؤها من رواد المساجد, شأنها في ذلك شأن معظم أهل حلب الشهباء ,أهل علم وفن في آن واحد.
التحق بالمعهد العربي للموسيقى في مدينة حلب وهو صفير ودرس النوطة (الصولفيج ) ثم تعلم العزف على آلة الكمان بإشراف أستاذ أرمني يدعى (أوهانيس كوستنيان ), بعد ذلك إلتحق بفرقة الفتوة للموسقى العسكرية, وكان له مشاركات فنية كثيرة من خلالها عبر الإستعراضات العسكرية والمهرجانات . كذلك كان منتسباً إلى ناد للكشافة ( فوج النجدة ) وكان يمارس موهبته الغنائية والموسيقية من خلال أنشطة الكشافة وأحفالها ومعسكراتها.
إلا أن حبه للفن التراثي والديني, إضافة إلى نشأته الدينية الملتزمة,كل ذلك ساهم في تغيير مساره الفني وجعله يلتحق بفرقة المنشد أبي دجانة للإنشاد الديني. ومن خلالها استطاع أن يبرز ويبدع في مجال النشيد, إلى أن أسس فرقة الهدى عام 1981م والتي سطع نجمه من خلالها, بدعم من فضيلة الشيخ المجاهد أبو النصر البيانوني رحمه الله , وبدأ في إصدار ألبومات النشيد الإسلامي الذي كان يواكب الأحداث الجسام التي كانت تلم بالأمة آنذاك . وتوالت عطاءاته الفنية من خلال الأشرطة والمهرجانات الإنشادية في مختلف أنحاء العالم, وفي عام 1986م تطورت فرقة الهدى لتؤسس الهدى للفن الإسلامي, التي أثرت المكتبة الفنية بالعديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية.
درس الفنّان محمد أبو راتب الإخراج الإذاعي والتلفزيوني في عمان, وحصل على خبرة فنية كبيرة في الهندسة الإذاعية, مما ساعده في تطوير أعماله الفنية بشكل واضح . في عام 1991م أسس الهدى الدولية للإنتاج الفني فكانت من أوائل المؤسسات الفنية الإسلامية التي إهتمت بتطوير النشيد الإسلامي , ورعاية المواهب الفنية, وإقامة الحفلات الفنية والمهرجانات الإنشادية, والمشاركة في المؤتمرات ذات الإختصاص ودعم الجمعيات والروابط التي تهتم بالعمل الفني .
برز من خلال الهدى الدولية عدد كبير من المواهب الفنية كان أبرزها المنشد المتألق موسى مصطفى والمنشد المبدع غسان أبو خضرة , فقد انطلقا وتمرسا فيها على الغناء من خلال أعمالها ومهرجاناتها وتعرًًف الناس عليهما من خلال مصاحبتهما للمنشد أبو راتب في حفلاته الداخلية والخارجية , كما فتحت مؤسسة الهدى الباب أمام عدد آخر من المنشدين والفنانين ليكونوا أحد عناصرالعمل في فرقتها الإنشادية في يوم من الأيام , أمثال المنشد فريد سرسك والمنشد حسام الطحان والمنشد حسام الأحمد والمنشد أبو الحسن والمنشد طارق أبو هدهود والمنشد بسام إبراهيم والزجال مروان صالح والفنان أحمد مطلق والفنان خالد مقداد والمنشد يحيى حوا.
أسس أبو راتب مع مجموعة من الشباب المتحمس للعمل الفني في الجامعة الأردنية ومن خلال مايسمى النادي الأدبي مهرجاناً سنوياً للأنشودة الإسلامية,استمر لعدة أعوام . وعمل مع الفنان والكاتب المسرحي الدكتور ماهر أبو الحمص في الكثير من أعماله المسرحية, مثل مسرحية الهجرة النبوية ومسرحية ثورة السنابل ومسرحية قرية كان اسمها زيتونة . ثم أسس بعد ذلك مع بعض المهتمين في العمل الفني الملتزم مؤسسة آفاق التي لم يكتب لها النجاح بالاستمرار ألا أنها أنتجت مسرحية ياسامعين الصوت وبعض الأعمال السمعية .
عمل مع مجموعة من الشباب المتحمس للعمل الفني في جامعة قسنطينة بالجزائر على إقامة المؤتمر الأول للفن الإسلامي بحضور عدد كبير من العلماء والمفكرين والشعراء وعلى رأسهم الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والشاعر الأستاذ بهاء الدين الأميري والشاعر الأستاذ يوسف العظم والداعية يوسف إسلام .
شارك المنشد أبو راتب في مهرجانات إنشادية وفنية في معظم أنحاء الوطن العربي وأوربا وأمريكا, أهمها (مهرجان الرباط) في المغرب و(مهرجان جدة غير) في السعودية و(مهرجان أنا العربي ) في واشنطن و(مهرجان ملاّ كروش) في هولندا. وشارك في كثير من المؤتمرات الإسلامية, منشداً أومحاضراً, وعلى رأسها مؤتمر المنظمات الإسلامية في فرنسا ومؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي ومؤتمر الإتحاد الإسلامي لفلسطين في أمريكا ومؤتمر جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا ومؤتمر جمعية الطلبة المسلمين في سويسرا.
قدم فكرة برنامج منشد الشارقة لقناة الشارقة وساهم في الاعداد لهذا البرنامج الانشادي الشهير وكان أحد أعضاء لجنة الحكام فيه
ساهم المنشد أبوراتب في تأسيس رابطة الفن الإسلامي العالمية وانتخب رئيساً لها.