شاَهد العالم أجمع الرئيس الأمريكي بوش وهو ُيقذف بالحذاء من مراسل قناة البغدادية ( منتظر الزيدي ) خلال زيارته الأخيرة لبلاد الرافدين، وما بين بوش والحذاء تصارعت مشاعر مختلفة وتحليلات عديدة وتأويلات شتى ما بين فرح وحزن وعتب وشماتة وسخرية وخوف وترقب وفضول ......
وبعيدا عن كون منتظر الزيدي إعلامياً عراقياً فهو في المقام الأول والأخير مواطن عربي يئن ويتألم كسواه من العرب والمسلمين جراء ويلات البغي والإرهاب والعدوان الأمريكي الغاشم، ووطأة الاحتلال ومرارة الديمقراطية المزعومة ، فما فعله منتظر ليس سوى زفرة مكلوم ونفثة مصدور وعبرة مظلوم ، فبوش وأعوانه ونظرائه الطغاة ليسوا سوى مجرمي حرب وقاطعي طرق وسفاكي دماء مآلهم الطبيعي مزبلة التاريخ وجزاءهم العادل القتل والصلب عبرة لمن يعتبر، غير أن البطل "منتظراً" استطاع أن ينفس عن جزء يسير مما يجول في صدره وصدور غيره من الملايين الشرفاء الذين كم تمنوا أن لو كانوا مكانه ليطئوا هذا المجرم السفاك بأحذيتهم وذلك أضعف الإيمان .
بين بوش ... وحذاء منتظر الزيدي: ظهر الخونة والعملاء وأذناب أمريكا على سجيتهم بلا تزييف، فالأول حاول جاهداً حماية سيدة من تلقي الحذاء ولسان حاله يقول وجهي وروحي ودمي فداك يا مولاي، في حين كان يطلب الآخر من المصورين إغلاق الكاميرات متقمصا شخصية سلطوية ضاربا بالديمقراطية عرض الحائط ولكن هيهات ...، فيما كان البقية يتناوبون على منتظر الزيدي واضعين بصمات الديمقراطية الأمريكية بأيديهم وأقدامهم على جسده ، وربما يقول ساذج أنه لولا الديمقراطية الأمريكية لما جرؤ منتظر على هذه الفعلة فلو كان المرشوق حاكما ديكتاتوريا لم يكتف بقتله بل ربما قتل كل من اسمه منتظر ، والواقع يقول أن منتظراً وشعبه قد دفعوا الفاتورة الباهظة الثمن مسبقاً فماذا تعني فردة حذاء طائشة مقابل مئات من الآلاف قتلوا وجرحوا وشردوا ، وبلاد سلبت أموالها ونهبت خيراتها ودمر اقتصادها وجيع شعبها واحتلت أرضها !! ماذا تعني فردة حذاء طائشة مقابل طائرات دكت بلاده فجعلت عاليها سافلها وقنابل تناثر معها أشلاء أطفال ورضع وأمهات ثكلى ونساء وعجائز لا حول لهم ولاقوة !!
بين بوش.... والحذاء : سقطت الأقنعة الزائفة عن وسائل الإعلام المأجورة فظهرت على حقيقتها فقد طالعنا أحد المواقع العربية الذي يتبع فضائية إخبارية بالعنوان التالي ( صحفي عراقي يقذف بوش والمالكي بحذائه ...) في محاولة بائسة منه لتجميل وجه البوش المدنس تنم عن غباء وسذاجة شديدين، وكأنه يخاطب أناسا من عصر ما قبل التاريخ ، فلمن إذاً كان منتظر الزيدي يقول
قبلة الوداع )!!! ، واستمراراً لحالة الاستخفاف بالقارئ يؤكد الموقع وغيره أن الحذاء سقط بعيد عن بوش 4.5 م ، ولا أدري كيف قاسوها و لأي اعتبار كان القياس طولا أم عرضا في حين تظهر اللقطة التلفزيونية بوش منحيا ليتفادى الحذاء وهو يمر من فوقه ببضعة سنتيمترات يسيرة ، وفي اللقطة الأخرى تمر فردة الحذاء بجواره والصورة لا تكذب!!
وإذا كان بوش قد قادته ديمقراطيته المزعومة لكي يأتي ويقول بعد قتله آلاف العراقيين الأبرياء إنه يأسف لخطأ مخابراتي أضله ،وأنه لم يكن يوجد ثمة أسلحة نووية أو كيماوية في العراق ، فإننا في المقابل لابد وأن نأسف للحذاء الذي أراد منتظر الزيدي أن يدنسه بوجه بوش ، ولكن عذرنا أنه أخطأه!!